مشروع "الراعي"- نقلة نوعية في إنتاج اللحوم الحمراء بحائل

في بادرة مباركة، وضع الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز، أمير منطقة حائل، حجر الأساس لمشروع شركة الراعي الوطنية للمواشي، وذلك بحضور معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، وكوكبة من كبار المسؤولين من القطاعين العام والخاص. يمثل هذا المشروع شراكة استراتيجية بين كل من شركة "نادك" و"مجموعة المهيدب"، ويهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء وتقليص الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة إلى تطوير منظومة إمداد غذائي محلية تتسم بالكفاءة العالية، مع الالتزام الراسخ بحماية البيئة وتمكين صغار مربي المواشي في المنطقة، وذلك تماشياً مع أهداف رؤية السعودية 2030 الطموحة.

وقد أكد أمير حائل على الأهمية القصوى لهذا المشروع الحيوي، مشيراً إلى دوره المحوري في إحداث نقلة نوعية جذرية في قطاع الثروة الحيوانية وإنتاج اللحوم الحمراء محلياً، من خلال تطبيق أرقى المعايير واعتماد أفضل الممارسات العالمية، وذلك بهدف الارتقاء بكفاءة القطاع وتحقيق استدامته. كما أشاد بجهود وزارة البيئة والمياه والزراعة في دعم وتطوير قطاع الثروة الحيوانية، وتعزيز الأمن الغذائي، وتمكين مربي الماشية، وتقديم الدعم والتأهيل اللازم لهم، الأمر الذي يسهم في تحقيق التنمية الريفية المستدامة.

وأضاف سموه، أن منطقة حائل، بما حباها الله من مزايا فريدة، كبيئتها الجغرافية المثالية وبنيتها التحتية المتكاملة، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية المتميزة، تعتبر مؤهلة تماماً لتكون مركزاً وطنياً وإقليمياً رائداً في مجال الأمن الغذائي وتربية المواشي، حيث تبلغ الطاقة التشغيلية للمشروع الضخم مليون رأس من الأغنام سنوياً.

وشهد الحفل أيضاً توقيع مذكرات تفاهم ذات أهمية بالغة بين كل من جامعة حائل ومؤسسة سليمان الراجحي للتمويل التنموي وجمعية إنتاج للتنمية والتمكين، مما يعكس التكامل والتضافر بين مختلف القطاعات لتحقيق التنمية الشاملة.

من جهته، أوضح معالي الوزير الفضلي أن هذا المشروع العملاق يأتي كثمرة لشراكة إستراتيجية مثمرة بين شركة "نادك" ومجموعة المهيدب، وبتمويل سخي من صندوق التنمية الزراعية بقيمة تتجاوز المليار ريال، وذلك من أصل حجم استثمارات إجمالية لشركة الراعي الوطنية للمواشي تتخطى الملياري ريال. وأشار إلى أن المشروع يُعد الأول من نوعه على مستوى العالم في قطاع الثروة الحيوانية من حيث تكامله الشامل، حيث يجمع بين التربية والإنتاج والمعالجة والتوزيع والحفاظ على السلالات المحلية، وذلك ضمن منظومة ذكية متكاملة ومستدامة.

وأردف معاليه أن مشروع شركة الراعي للمواشي يُعد نموذجاً وطنياً رائداً يحتذى به في رفع كفاءة واستدامة القطاع الزراعي، وتعزيز نمو الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء، وتقليل الاعتماد على الاستيراد. وتهدف الشركة إلى إنتاج مليون رأس من الأغنام سنوياً، وذلك ضمن منظومة متكاملة تشمل التربية والرعاية والإنتاج، بالإضافة إلى الاستفادة المثلى من المنتجات الثانوية لزيادة القيمة وتقليل الفاقد. واختتم معاليه حديثه مؤكداً أن هذا المشروع يمثل خطوة إستراتيجية واعدة وتحولاً نوعياً في تنمية قطاع الثروة الحيوانية، والمساهمة الفعالة في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز مفاهيم الاستدامة في المملكة.

وبين المهندس الفضلي أن المشروع يتماشى مع مستهدفات الوزارة الرامية إلى تعزيز الشراكة الفعالة مع القطاع الخاص وتمكين الاستثمارات النوعية في مجال التربية المكثفة للثروة الحيوانية، بالإضافة إلى تمكين المزارعين ومربي الماشية من خلال اعتماد نموذج الزراعة التعاقدية، حيث يُسهم صغار المزارعين بنسبة كبيرة تصل إلى (30%) من إجمالي الإنتاج، مما يعزز توفير فرص العمل ودعم التنمية الريفية. وأكد معاليه أن مثل هذه الشراكات الوطنية البناءة تسهم في بناء مستقبل زراعي وغذائي مستدام، يقوم على الابتكار والتكامل والممارسات البيئية المستدامة.

من ناحيته، صرح رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للتنمية الزراعية (نادك)، عبد العزيز بن صالح الربدي، بأن مشروع "الراعي" ليس مجرد مشروع إنتاجي فحسب، بل هو منظومة متكاملة لإنتاج لحوم محلية آمنة وعالية الجودة، تقوم على الابتكار والاستدامة. وأضاف أن المشروع يجسد روح التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص، ويقدم حلولاً ذكية للحفاظ على السلالات النادرة من الماشية، ويعمل جاهداً على تقليل الفاقد وتعزيز كفاءة الإنتاج.

وأبان رئيس مجلس إدارة مجموعة المهيدب، سليمان المهيدب، أن مشروع "الراعي" للمواشي يطمح إلى أن يكون المرجع الوطني الأول في قطاع اللحوم الحمراء، والرائد الإقليمي في مجالات الإنتاج والاستدامة، وذلك من خلال رفع الحصة السوقية المحلية، وقيادة التحول الإيجابي في سلاسل التوريد، وتقديم نموذج وطني رائد في إدارة الثروة الحيوانية.